تشكّل المقدمة حجر الأساس في أي ورقة بحثية علمية، فهي أول ما يقرأه المحرر والمراجع العلمي، وهي التي تضع القارئ في إطار البحث، وتُظهر مدى وعي الباحث بالسياق العلمي الذي يتحرك فيه. ولكتابة مقدمة فعالة، يجب على الباحث الالتزام بخمسة عناصر أساسية تشكّل بنية المقدمة المثالية:
1️⃣ تقديم السياق العام للقارئ (Provide a brief context to the readers):
ابدأ المقدمة بتمهيد عام يوضح للقارئ الخلفية العلمية للموضوع الذي تتناوله. لا يُفترض بك أن تذكر تفاصيل شاملة، بل يكفي أن توضّح بإيجاز الإطار النظري أو العملي الذي يندرج تحته البحث.
مثال:
"خلال العقود الأخيرة، شهد مجال الطاقة الشمسية تطورًا ملحوظًا نتيجة الحاجة إلى مصادر طاقة نظيفة ومستدامة."
2️⃣ عرض المشكلة بوضوح (Address the problem):
بعد تقديم السياق، يجب تحديد المشكلة البحثية التي يحاول المقال معالجتها. هذه هي النقطة المحورية التي تدور حولها الدراسة، ويجب أن تُصاغ بدقة ووضوح.
مثال:
"ورغم التقدم التقني، لا تزال مشكلة انخفاض كفاءة الخلايا الشمسية تحت تأثير الظلال الجزئية تُعد تحديًا كبيرًا يحد من استخدامها على نطاق واسع."
3️⃣ تحديد الحلول والقيود (Identify the solutions and limitations):
هنا يستعرض الباحث بعض الحلول المقترحة سابقًا، مع الإشارة إلى حدود هذه الحلول أو فجواتها، مما يُبرز الحاجة لإجراء هذا البحث الجديد.
مثال:
"اقترحت العديد من الدراسات تكوينات مختلفة للمصفوفات الشمسية لتحسين الأداء، إلا أن معظمها لم يُختبر في ظروف مناخية حقيقية، مما يترك فجوة معرفية في الأدبيات."
4️⃣ تحديد هدف البحث بوضوح (Identify what the work is trying to achieve):
ينبغي الآن أن توضّح بجلاء ما الذي يسعى البحث لتحقيقه. هذه الجملة يجب أن تكون مباشرة وقوية، لأنها تحدد مساهمة البحث.
مثال:
"تهدف هذه الدراسة إلى تقييم أداء تكوينات هجينة من المصفوفات الشمسية تحت ظروف الظل الجزئي في بيئة مناخية تمثّل السودان."
5️⃣ ربط المقدمة بطبيعة المجلة (Provide a perspective consistent with the nature of the journal):
اختم المقدمة بتسليط الضوء على أهمية هذا البحث بالنسبة لتخصص المجلة المستهدفة. هذا يُظهر احترام الباحث لمجال النشر ويزيد من احتمالية قبول الورقة.
مثال:
"وتتماشى هذه الدراسة مع توجهات المجلة في نشر أبحاث تطبيقية تساهم في تطوير تقنيات الطاقة المتجددة في البيئات الحارة."
✅ خاتمة موجزة للمقال:
إن الالتزام بهذه العناصر الخمسة في كتابة المقدمة يرفع من جودة الورقة البحثية ويزيد من فرص قبولها في المجلات المحكمة. المقدمة ليست مجرد تمهيد، بل هي عرض احترافي يُظهر أهمية البحث وسياقه العلمي وجدواه التطبيقية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق