شهدت معدلات النمو السكاني حول العالم تغيرًا جذريًا خلال القرون القليلة الماضية. فبينما كان متوسط العمر المتوقع في عام 1900 لا يتجاوز 47 عامًا في الولايات المتحدة، ارتفع إلى 77 عامًا بحلول عام 2000. يعود هذا التحول إلى تحسين مستوى المعيشة، والرعاية الصحية، والصرف الصحي، مما أدى إلى انخفاض معدلات الوفاة، وزيادة سكانية غير مسبوقة.
في هذا المقال، نستعرض مفهوم التحول الديموغرافي، ومراحله الأربع، وأثره على النمو السكاني في الدول المتقدمة والنامية.
ما هو التحول الديموغرافي؟
التحول الديموغرافي هو نموذج يفسر كيف تتغير معدلات المواليد والوفيات مع مرور الزمن، نتيجة للتغيرات الاقتصادية والاجتماعية والصحية. يتمثل هذا التحول في أربع مراحل رئيسية:
المرحلة الأولى: التوازن بين الولادات والوفيات
-
معدلات ولادة ووفيات مرتفعة.
-
السكان ثابتون نسبيًا.
-
الحياة قصيرة، والوفيات مرتفعة خاصة بين الأطفال.
المرحلة الثانية: انخفاض الوفيات
-
تحسينات في الطب، التغذية، النظافة العامة.
-
انخفاض حاد في الوفيات.
-
بقاء معدلات الولادة مرتفعة يؤدي إلى انفجار سكاني.
المرحلة الثالثة: انخفاض الولادات
-
تبدأ الأسر بالتحكم في عدد الأطفال.
-
انخفاض تدريجي في معدلات المواليد.
-
تباطؤ في نمو عدد السكان.
المرحلة الرابعة: استقرار سكاني جديد
-
توازن جديد بين المواليد والوفيات.
-
استقرار سكاني عند مستوى أعلى من المرحلة الأولى.
-
نشهده في الدول الصناعية مثل ألمانيا واليابان.
لماذا تختلف معدلات النمو بين الدول؟
تشير البيانات إلى أن الدول المتقدمة قد أنهت التحول الديموغرافي، بينما لا تزال معظم الدول النامية تمر في المرحلتين الثانية والثالثة. على سبيل المثال:
-
اليابان وألمانيا: تواجهان انخفاضًا في عدد السكان، حيث يفوق عدد الوفيات عدد المواليد.
-
أوغندا ونيجيريا: تشهدان نموًا سكانيًا سريعًا بسبب بقاء معدلات الولادة مرتفعة.
تسارع التحول في العصر الحديث
أظهرت دول مثل المكسيك انتقالًا ديموغرافيًا أسرع من الدول الأوروبية، بسبب تسارع التغيرات الاجتماعية والاقتصادية. يشير ذلك إلى أن الطفرات السكانية في الدول النامية قد تكون أقصر زمنيًا وأقل حدة.
ماذا يعني هذا لمستقبل النمو السكاني؟
تشير التوقعات إلى أن النمو السكاني العالمي سيبدأ في التباطؤ خلال القرن الحادي والعشرين، مع استقرار أو حتى انخفاض عدد السكان في الدول المتقدمة. ومع تسارع التحول الديموغرافي في الدول النامية، قد نشهد توازنًا عالميًا جديدًا في توزيع السكان.
خاتمة
إن فهم التحول الديموغرافي ضروري للتخطيط الاقتصادي، والبيئي، والسياسي في المستقبل. إذ إن النمو السكاني لا يعتمد فقط على معدلات المواليد والوفيات، بل أيضًا على سياسات التعليم والصحة والتمكين الاقتصادي، خاصة للمرأة.
المرجع : المقال مستخلصًا من محاضرة الدكتور "جوناثان تومكين" من جامعة إلينوي علي منصة COURSERA
#التحول_الديموغرافي
#النمو_السكاني
#سكان_العالم
#التغير_الديموغرافي
#معدلات_الولادة
#الوفيات_والولادات
#دول_نامية
#الاقتصاد_والسكان
#الصحة_العامة
#التخطيط_السكاني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق