الأربعاء، 30 يوليو 2025

كن إنسانًا، حتى في عصر الذكاء الاصطناعي

المقدمة

هل يمكن أن يكون الذكاء الاصطناعي عبقريًا... وخطرًا في الوقت ذاته؟ في عالم تزداد فيه أدوات الذكاء الاصطناعي تطورًا وانتشارًا، أصبح من الضروري التوقف والتفكير: كيف نستخدم هذه الأدوات بشكل آمن ومسؤول؟

في هذا المقال، نسلط الضوء على أهمية التفكير في "المخاطر" عند استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي، ونوضح الفرق بين الاستخدام الخاطئ الذي قد يؤدي إلى ضرر حقيقي، والاستخدام الواعي الذي يعزز الفائدة ويقلل المخاطر.


أولاً: ما هي المخاطر عند استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي؟

قد تبدو أدوات الذكاء الاصطناعي قادرة على كل شيء، من كتابة المقالات إلى تقديم نصائح طبية. لكن الحقيقة أن هذه الأدوات لا تفهم العالم كما نفهمه نحن البشر، بل تعتمد على ما يُقدم لها من بيانات، دون إدراك للسياق أو العواقب.

أمثلة على استخدامات خطرة:

  • سؤال الأداة: "هل يمكنني تناول دواء معين؟"
    هنا يكمن الخطر. فالإجابة الخاطئة قد تؤدي إلى أذى جسدي حقيقي، خاصة إذا كانت الأداة تفتقر إلى المعلومات الصحية الدقيقة أو التاريخ الطبي للمستخدم.

  • استخدام الذكاء الاصطناعي لاتخاذ قرارات مصيرية: مثل اختيار علاج، أو اتخاذ قرار قانوني دون الرجوع لمختص بشري.

النقطة الأساسية: أي استخدام للأداة قد يؤدي إلى ضرر جسيم إذا أخطأت أو تلقت معلومات غير مكتملة، هو استخدام غير مناسب وخطير.


ثانيًا: كيف نحول المخاطرة إلى فرصة؟

الذكاء الاصطناعي ليس العدو، بل هو أداة. والمفتاح هو: إبقاء "الإنسان في الحلقة".

استخدامات ذكية وآمنة:

بدلاً من أن تسأل الأداة: "هل أتناول هذا الدواء؟"
اسألها: "ما الأسئلة التي يجب أن أطرحها على طبيبي قبل تناول هذا الدواء؟"

بهذا الشكل، أنت لا تعتمد على الأداة لتحديد قرار حاسم، بل تستخدمها لتجهيز نفسك لحوار أفضل مع المختص، مما يعزز جودة القرار ويحافظ على سلامتك.

أمثلة أخرى:

  • استخدام الأداة لصياغة أسئلة للمقابلات الطبية أو المهنية.

  • مساعدتك على جمع أفكار لعرض تقديمي دون الاعتماد عليها بالكامل.

  • تلخيص معلومات لتسهيل فهمها، لكن لا تأخذها كحقائق مطلقة.


ثالثًا: كيف نقيّم إذا كان الاستخدام آمنًا؟

استخدم هذا المقياس البسيط:

"هل لو أخطأت الأداة، يمكن أن يتضرر شخص ما؟"

  • إذا كانت الإجابة نعم: لا تستخدم الأداة لهذا الغرض.

  • إذا كانت الإجابة لا، أو أن الخطأ لن يؤدي لضرر كبير: غالبًا الاستخدام آمن، خاصة إذا تم التحقق من النتائج.


الخلاصة

الذكاء الاصطناعي التوليدي أداة قوية، لكنها ليست معصومة من الخطأ. نحن كبشر مسؤولون عن كيفية استخدامها. فلنجعل من هذه الأدوات وسيلة للتمكين، وليس بديلاً عن التفكير أو الاستشارة البشرية.

كن إنسانًا، حتى في عصر الذكاء الاصطناعي.
فكر قبل أن تعتمد. تحقق قبل أن تنفذ. واسأل قبل أن تتبع.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق